من اشعار امير الشعراء احمد شوقي في مدح محمد صلي الله عليه وسلم
نهج
البردة قصيدة شعرية لامير الشعراء أحمد شوقي كتبها في مدح امير الانبياء
وخير البرية محمد صلي الله عليه وسلم وهذه القصيدة تحاكي قصيدة الشعر التي
قالها الامام البوصيري رضي الله عنه فتأثر بها أحمد شوقي فقال هذه القصيدة
ريم علي القاع بين البان والعلم
احل سفك دمي في الاشهر الحرم
رمي القضاء بعيني جؤذر اسدا
ياساكن القاع أدرك ساكن الاجم
لما رنا حدثتني نفسي قائلة
ياويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي
جرح الاحبة عندي غير ذي ألم
رزقت أسمج ما في الناس من خلق
اذا رزقت التماس العذر في الشبم
يالائمي في هواه والهوي قدر
لو شفك الوجد لم تعزل ولم تلم
لقد انلتك اذنا غير واعية
ورب منصت والقلب في صمم
ياناعس الطرف لا ذقت الهوي ابدا
أسهرت مضناك في حفظ الهوي فنم
افديك ألفا ولا الو الخيال فدي
اغراك بالبخل من أغراه بالكرم
سري فصادف جرحا داميا فأسا
ورب فضل علي العشاق للحلم
من الموائس بانا بالربي وقتا
اللاعبات بروحي السافحات دمي
السافرات كأمثال البدور ضحي
يغرن شمس الضحي بالحلي والعصم
القاتلات بأجفان بها سقم
وللمنية اسباب من السقم
العاثرات بالباب الرجال وما
أقلن من عثرات الدل فس الرسم
المضرمات خدودا اسفرت وجلت
عن فتنة تسلم الاكباد للضرم
الحاملات لواء الحسن مختلفا
اشكاله وهو فرد غير منقسم
من كل بيضاء او سمراء زينتا
للعين والحسن في الارام كالعصم
يرعن للبصر السامي ومن عجب
اذا أشرن أسرن الليث بالعنم
وضعت خدي وقسمت الفؤاد ربي
يرتعن في كنس منه وفي أكم
يابنت ذي اللبدالمحمي جانبه
القاك في الغاب أم القاك في الاطم
ما كنت أعلم حتي من مسكنه
ان المني والمنايا مضرب الخيم
من أ،بت الغصن من صمصامة ذكر
وأخرج الريم من ضرغامة قرم
بين وبينك من سمر اقنا حجب
ومثلها عفة عذرية العصم
لم أغش مغناك الا في غضون كري
مغناك أبعد للمشتاق من ارم
يانفس دنياك تخفي كل مبكية
وان بدا لك منها حسن مبتسم
فضي بتقواك فاها كلما ضحكن
كما يفض اذي الرقشاء بالثرم
مخطوبة مند كان الناس خاطبة
من أول الدهر لم ترمل ولم تئم
يفني الزمان ويبقي من اساءتها
جرح بادم يبكي منه في الادم
لا تحفلي بجناها او جنايتها
لولا الاماني والاحلام لم ينم
طورا تمدك في نعمي وعافية
وتارة في قرار البؤس والوصم
كم ضللتك ومن تحجب بصيرته
ان يلق صابا يرد اة علقما يسم
يا ويلتاه لنفسي راعها ودها
مسودة الصحف في مبيضة اللمم
ركضتها في مربع المعصيات وما
اخذت من حمية الطاعات للتخم
هامت علي اثر اللذات تطلبها
والنفس ان يدعها داعي الصبا تهم
صلاح أمرك للاخلاق مرجعه
فقوم النفس بالاخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتع وخم
تطغي اذا مكنت من لذة الهوي
طغي الجياد اذا عضت علي الشكم
ان جل ذنبي عن الغفران لي أمل
في الله يجعلني في خير معتصم
القي رجائي اذا عز المجير علي
مفرج الكرب في الدارين والغمم
اذا خفضت جناح الذل أسأله
عن الفاعة لم اسأل سوي امم
وان تقدم ذو تقوي بصالحه
قدمت بين يديه عبرة الندم
لزمت باب امير الانبياء ومن
يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
فكل فضل واحسان وعارفة
ما بين مستلم منه وملتزم
علقت من مدحه حبلا اعز به
في يوم لا عز بالانساب واللحم
يزري قريضي زهيرا حين امدحه
ولا يقاس الي جودي ندي هرم
محمد صفوة الهادي ورحمته
ورغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة
متي الورود وجبريل الامين ظمي
سناؤه وسناء الشمس طالعة
فالجرم في فلك والضوء في علم
قد أخطأ النجم ما نالت ابوته
من سؤدد باذخ في مظهر سنم
نموا اليه فزادوا في الوري سرفا
ورب اصل لفرع في الفخار نمي
حواه في سبحات الطهر قبلهم
نوران قاما مقام الصلب والرحم
لما رآه بحيرا قال نعرفه
بما حفظنا من الاسماء والسيم
سائل حراء وروح القدس هل علما
مصون سر عن الادراك منكتم
كم جيئة وذهاب شرفت بهما
بطحاء مكة من الاصباح والغسم
ووحشة لابن عبدالله بينهما
اشهي من الانس بالاحباب والحشم
يسامر الوحي فيها قبل مهبطه
ومن يبشر بسيما الخير يتسم
لما دعا الصحب يستسقون من ظمأ
فاضت يداه من التسنيم بالسنم
وظللته فصارت تستظل به
غمامة جذبتها خيرة الديم
محبة رسول الله اشربها
قعائد الدير والرهبان في القمم
ان الشمائل ان رقت يكاد بها
يغري الجماد ويغري كل ذي نسم
ونودي أقرأ تعالي الله قائلها
لم تتصل قبل من قيلت له بقم
هناك اذن للرحمن فامتلات
اسماع مكة من قدسية النغم
فلا تسل عن قريش كيف حيرتها
وكيف نفرتها في السهل والعلم
تساءلوا عن عظيم قد ألم بهم
رمي المشايخ والولدان باللمم
ياجاهلين علي الهادي ودعوته
وما الامين علي قول بمتهم
فاق البدور وفاق الانبياء فكم
بالخلق والخلق من حسن ومن عظم
جاء النبيون بالايات فانصرمت
وجئنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدي جدد
يزينهن جلال العتق والقدم
يكاد في لفظة منه مشرقة
يوصيك بالحق والتقوي وبالرحم
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة
حديثك الشهد عند الذائق الفهم
حليت من عطل جيد البيان به
في كل منتثر في حسن منتظم
بكل قول كريم أنت قائله
تحيي القلوب وتحيي ميت الهمم
سرت بشائر الهادي ومولده
في الشرق والغرب مسري النور في الظلم